الصفحات

الزهور والبشر


كثيرا ما نعشق الزهور ولكن سريعا ما نكرهها لموتها وذوبلها.
وكثيرا ما نحب الاحتفاظ بها بعد موتها, ولكنها تظل ناقوسا للذكريات, فكل منا بحسب..
منا من يحتفظ بها في قلبه للأبد, ومنا من يلقى بها سريعا في سلة المهملات, ومنا من يظل بجانبها وتظل بجانبه يبادلها النظرات والهمسات ويتذكر كيف كانت في أول مرة نظر إليها وكم أسعدته رغم بساطتها اللامتناهية.

وكثيرا ما نلقى الزهور على الأبطال وفى أيام الاحتفال ولكن كم من زهرة نثرت هباء على بطل من ورق, أو على أحمق قد صعر خده من الكبر والخيلاء.

وكثيرا ما نودع بها الأحباء ونعلم أنها قد ذهبت بلا رجوع وأنها قد آنت لأنيننا ولكن بلا دموع.

وكثيرا ما نزرعها بجانب القبور...لتكون أعظم دليل على استمرار الوجود, وعلى عدم الخلود فحي يموت وهى تنمو ولكن..اطمأن فغدا تموت.

وكثيرا ما نراها ولا نهتم, وندوسها بأقدامنا ولا نشعر..فهي كقلب أحب من لا يعلم ولا يهتم فلا هو قد ظل حيا كما كان, ولا كمن مات معافى من الأحزان والحرمان.

وكثيرا ما تخدعنا الزهور كمن يحملونها,فهي ذات مظهر رائع ولكنها تخفى خلف مظهرها رائحة كريهة, وحقيقة اكره ربما كان من يحملها كاذبا فهو يردد احبك ويعنى أمقتك..ويناديك حبيبي وهو عدوك.. وينعتك بشتى الصفات الحميمة ويقصد سبابك.

وكثيرا ما تغرينا الزهور فجمالها الزائل يجذبك ويغويك لتحتفظ بها للابد فتقترب... لتمسك بها ولكن خمن... فهي قد تمسك بك وتؤذيك بأشواكها الخفية فتبكى من شدة الألم والحزن يعتصرك على من ظننتة زهرة أحلامك فكان هو من أودى بك إلى الهلاك.

وكثيرا ما ندفع فيها المال الكثير لنزين بها أماكن قد خلت من البشر..أعنى قد خلت من الضمير.

وكثيرا ما نقدمها مع إيماءة  بسيطة ونقصد بها أنها ردا للجميل ولكن..أى جميل!

وكثيرا ما نتلقى الزهور ومنا من يرى أنها نور قد أنارت له طريقا فعبر بها جسورا وجسور وأنها قد امدتة بحب يكفى لدهور ودهور,,, ومنا من يلعن يوم قد أتت فية فبعد فترة علم أنها كانت له كزهرة نابتة في بيت مهجور.

ورغم أن كثيرا من الزهور قد تأتى و تغدو بلا مبرر..

ورغم أن كثيرا منها كهيئات البشر المختلفين في أشكالهم وشاكلتهم..

إلا إنها مازالت زهورا فنحن لم نمل يوما من شرائها, ولم تمل هي من غدرنا أو وفائنا,

فهي نادرا أو كثيرا ما ستفنى بنا أو بدوننا

بدون أن تفصح لنا عن هوية من يحملها

وهذا كله لأنها ليست سوى زهور

لا يهم أولدت نورا هي أم أنها ظلمة القبور.

2007



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

LinkWithin



Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...